السبت، 28 أبريل 2012

أبدأ ببناء سيرتك وشخصيتك الذاتية


سؤال أوجهه لكل الطلبة الجامعيين (بنين وبنات) هل فكرتم بالعمل أثناء الدراسة  ؟ ...العمل مثلا في مطعم أو مقهى أو محطة بنزين أو محل حلاقة  أو حتى مشذب أشجار أو في إحدى المكاتب الإدارية أو مع والدك إذا كان من رجال المال والأعمال أو أو..الخ
وأنت هل فكرت العمل مثلا في مشغل نسائي أو مكتبة أو مدرسة أو جليسة أطفال (baby sitter) في محيط  العائلة أو إعطاء دروس في محيطك أو امتهان عمل يدوي تفضلينه أو التحقت بدورة ما  أو أعمال تطوعية في أحد الجمعيات الخيرية التي تحتاج لكل يد متطوعة  أو أو..الخ
أتوقع أن الإجابة لدى الأغلبية هي لا، لم ولن نعمل والسبب بسيط فنظرة المجتمع لدينا تختلف تماما عن النظرة لدى الدول الأخرى ، فالنظرة لدينا في مجتمعنا  هي الدراسة أولا ،ولا يسمح بأن يشغل الطالب في غير دراسته، رغم أننا نعلم جيدا أن وقته مهدور على النت ورفقة الأصدقاء والنوادي وكلها تأخذ من وقت الدراسة الكثير ومع ذلك لا نبالي. فلماذا لا يكون هناك استثمار لهذا الوقت المهدر كما يفعل الطلبة في دول كثيرة ومنهم أبنائنا في الخارج ،وهم لا يجدون حرجاً في العمل ،لأن نظرة المجتمع تجاه الطلبة العاملين قد تغيرت و أصبح المجتمع يقدر هؤلاء الشباب العاملين ويدعمهم ويشجعهم كونهم بناة المستقبل.
فعمل الطلبة الجامعيين أثناء الدراسة مرتبط بعدة جوانب منها الحاجة المادية للعمل بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، وعدم قدرة الأهل على تلبية جميع متطلبات الطالب المالية، ومنها ما له علاقة بالتحول الاجتماعي،وشغل وقت الفراغ، ورغبة من الشباب بالاعتماد على النفس، وشق طريقهم بأيديهم لتحقيق الذات، وكسب الخبرات العملية المفيدة على المدى البعيد, والأهم من ذلك اكتساب الشخصية المميزة، إلى جانب اكتساب الخبرة المهنية، وإيجاد العمل المناسب بعد التخرج ،إضافة إلى تأمين المصروفات الدراسية وتوفير المستلزمات الجامعية وتخفيف العبء عن العائلة.
لذلك أيها الأهل حفزوا أبنائكم على العمل منذ وقت مبكر فذلك يفرز شخصيات واثقة متفائلة متلائمة مع المجتمع قادرة على الاتصال الاجتماعي بكل بسهولة،عودوهم على الاعتماد على النفس ،ليصبح ذلك الأمر نمطا ساريا في حياتهم حتى لو كانوا مقتدرين ماليا .
 وعلى المؤسسات توفير فرص عمل بدوام جزئي لمثل هؤلاء الطلبة تأخذ على عاتقها مسؤولية تشجيعهم من خلال  تفهم أصحاب العمل  لحاجة الطالب لبعض الوقت وخاصة في فترات الامتحانات حتى يستطيع التنسيق بين الدراسة والعمل وإعطاء  الأجر مقارنة بالجهد المبذول.
و  يا حبذا أن يكون هناك من قبل المؤسسات التعليمية كالجامعات والمدارس بالذات الثانوية  نوعا من الإلزام ببعض الساعات العملية التي يجب أن يقدمها الطالب وتكون من مستلزمات التخرج .
وأنتم أيها الطلبة (بنين وبنات) ابحثوا عن فرص جديدة لحياتكم لا تقضوها فقط بين أوراق الكتب والمراجع وصفحات التويتر والفيس بوك لا تهدروا أجمل أيام العمر في العبث واللهو وانتظار تحقيق الأحلام الوردية ،بل أبدؤوا  من الآن ببناء سيرتكم الذاتية إلى جانب شهادتكم الجامعية
وأخيرا فان عمل أبنائنا سواء في أثناء العام الدراسي أو في الإجازة يكسبهم الخبرة الكافية والشخصية السوية الواثقة الصالحة للعمل في الميدان ،فهذا أفضل من قضاء الإجازة، واستغلالها في الترفيه والراحة، والخروج والمرح مع ألأصدقاء .
خاطرة:
قيل... (في كل الأمور يتوقف النجاح على تحضير سابق وبدون مثل هذا التحضير لابد أن يكون هناك فشل) وقيل ...(لا يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات).
                                                                       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق