الجمعة، 25 يناير 2013

نساء في مجلس الشورى السعودي

منذ تولي الملك عبدالله –حفظة الله - الحكم وهو ينظر إلى المرأة كأخت للرجل في كل المجالات فلا فرق بينها وبينه إلا بضوابط حددتها الشريعة وعليها الالتزام بها، وكانت اكبر خطوة إلى الآن لدعم المرأة السعودية من قبل الملك  هو حصولها على مكانه بارزة في الحياة السياسية  بتمثيلها في مجلس الشورى بنسبه 20% وهذه الخطوة  تعتبر سابقه من نوعها في المملكه، ووصولها إلى هذا المستوى قد حقق أمال (بعض) من نصف المجتمع السعودي الذي بقي فتره طويلة بعيدا نوعا ما عن بعض المجالات ، ليس لأنه تنقصها الكفاءة والخبرة والدراية ،حيث إنها وصلت إلى أعلى مراتب التعليم، وأصبحت في مركز قوي من ناحية العلم والمعرفة والسعي للمشاركة مع الرجل في حياتها. ولو نظرنا إلى المرأة السعودية بمنظار آخر لرأينا أنها أفضل بكثير من أخواتها في الدول المجاورة سواء العربية أو ألأجنبية، والتي لم تحصل على ما حصلت عليه السعودية، فمثلا أختها المصرية  فرغم أنها منذ عام  1951م  عرض على المجلس النيابي المصري قانون ينص على منح المرأة المصرية حق الانتخاب والترشيح -ومنذ ذلك الوقت والى الآن- مازالت مشاركاتها متواضعة، فتمثيلها حزب الحرية والعدالة يحظي بأكبر تمثيل للمرأة في البرلمان، فمن بين عشر نائبات في مجلس الشعب أربع نائبات لهن دور فاعل في الدور الرقابي والتشريعي والمشاركة السياسية‏,‏ بالإضافة إلي ثلاث نائبات في مجلس الشورى‏.‏إلا أنه إلى الآن يعتبر تمثيل المرأة في البرلمان مازال ضعيفا بسبب النظام الانتخابي‏.‏
وناضلت أختها الكويتية وخاضت معركة شرسة وضارية وطويلة لنيل حقوقها السياسية، لتشارك في صنع القرار وتطوير الحياة السياسية والاجتماعية في الكويت. حتى كان 16 مايو 2005م أقر مجلس الأمة منح المرأة كامل حقوقها السياسية في الترشيح والانتخاب .ومع ذلك لم تصل للعدد الذي وصلت إليه المرأة السعودية.
وفي بريطانيا بلد البرلمانات والمجالس النيابية، التي أنشئت منذ مئات السنين، فهي لم تسمح بدخول النساء إلا منذ عهد قريب، وعلى حياء تام، وفي الوقت الحالي ولأول مرة استطاع ثلاث نساء مسلمات بالفوز بمقاعد داخل البرلمان في لندن، وهي تعد  سابقة من نوعها أيضا لتخوض المرأة المسلمة المجال السياسي .
إذن بعد هذا يصبح أمام نساء مجلس الشورى واللاتي دخلن التاريخ السياسي للدولة من أوسع أبوابه، يصبح عليهن واجب ضخم تجاه هذه المجتمع، فهن تحت المجهر الراصد لكل تحركاتهن وقراراتهن، والتي ستصبح قرارات تاريخية لا تنسى في تاريخ المرأة السعودية، فإذا سارت باتجاه حفظ الحقوق ونبش قضايا المجتمع التي هي بحاجة إلى نظرة من أجل الرقي بالأسرة والمجتمع، إذن فهي المرأة السياسية التي أوافق وبكل رحابة صدر على أن تمثلني في هذا المجلس وأؤيدها وأقف إلى جانبها .أما إذا  سمحت لنفسها بأن تكون صورة باهتة لأخيها الرجل في المجلس، ولا تنظر إلى قضايا أختها المرأة وقضايا المجتمع المهمة والتي تحتاج إلى نظر والى دراسة حقيقية من وجهة نظر نسائية ، فهي لا تمثلني بأي شكل من ألأشكال.  إذن أمامها أجندة طويلة ننتظر منها أن تطرحها في مجلس الشورى وننتظر قراراتها تجاهها وأتمنى من كل قلبي ألا يكون موضوع قيادة المرأة للسيارة هو من المواضيع الأولى التي يناقشنها لأن هذا ليس همنا ولا مبلغ مرادنا، فكما يقال في أمثالنا الشعبية "العود من أول ركزه"
وتمنياتي لهن بكل التوفيق والسداد .
لفته:
-         أحيي نساء من بلدي كان لهن دورهن الاجتماعي الباهر للمجتمع والدعوة،بكل أمانة وثقة يستحقين وبجدارة أن يكون لهن نصيب في الدورة القادمة من المجلس.
-         أرفض طريقة السخرية التي ملئت بها صفحات التواصل الاجتماعي حول دخول النساء للمجلس فهن يمثلن نصف المجتمع، فلا تحكموا على التجربة قبل انتهائها.ولا تنسوا أو تتناسوا أن أعظم الخلق كان يوصي بالمرأة ويستشيرها. "إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم"
-         أتساءل أنا وغيري كيف تمت عملية اختيار نساء مجلس الشورى، هل كان هناك معيار معين لعملية الاختيار، أتمنى أن يعلن عن سبب وطريقة الاختيار والمعايير التي وضعت لذلك،حتى يكون للجميع حق إبداء الرأي في عملية التصويت والاختيار لمن يمثلننا في المجلس في المرحلة القادمة .

د/حصة جمعان الهلالي
عضو هيئة تدريس جامعة الأميرة نورة