السبت، 28 أبريل 2012

الجودة في حياتنا

 

يوسف علية السلام عندما اصطفاه الله سبحانه طلب منه أن يوليه خزائن مصر لأنه أدرى وأقدر على إجادة عمله ،وعبر عن ذلك بصفتي الحفظ والعلم كأساس لنجاح عمله وسبب جودته وإتقانه ( قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) الآيه55 يوسف . فمفهوم هاتين الصفتين يدور حول محاسن العمل وإتقانه . وقال عليه الصلاة والسلام " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " والإتقان يعنى الجودة في أكمل صورها . إذن الجودة من خلال الكتاب والسنة تعني  البحث عن الإتقان في كل جانب من جوانب العمل وتعريفها من حيث المصطلح العلمي فتعني الوفاء بمتطلبات المستفيد وتجاوزها وانتهاء بتقويم رضا المستفيد.إن البعض منا تعايش مع حياته الراكدة والمنمطة فلم يحدث فيها أي نمط من التغيير حتى أصبحت ضرباً من الثوابت المقدسة التي لا تتغير، وفي المقابل هناك فئة من الناس تصرِّح علناً بأنها ضد التيار وضد هذه العادات السيئة، فهي لاتلبث تحاول وتبذل جهدها الجهيد من أجل تغييرها وإحلال بديل عنها بشتى الطرق، ولاشك أن هذه الموضوعات هي من الأمور التي يستفيض فيها القول لكثرتها وتشعب موضوعاتها.
وبما أننا نعيش ونتعايش مع ثقافة الجودة الشاملة التي أضحت تستوعب مختلف مجالات حياتنا في تفاعلاتها وتداخلاتها، فإنه أصبح من الأولويات الملحة العمل على ربط هذا المفهوم بحياتنا،فالمطلوب منا تفعيله وتبنيه ضمن مختلف برامج نمط حياتنا العلمية والعملية، والتي تهدف إلى تحسين وتطوير مستوى الأداء بصفة دائمة من خلال الاستجابة لمتطلبات العمل والتفاعل مع متغيراته، لاسيما وأن تحسين أسلوب النمط المتفاعل مع ممارساتنا وتفاعلاتنا الصحية يجعلنا ننعم بصحة بدنية وعقلية واجتماعية وعاطفية وتعليمية، مما يستلزم استيعاباً للمسؤولية من أجل الارتقاء بجودة حياتنا عبر دعم قدرتنا على الاستجابة على نحو إيجابي صحيح لاحتواء متغيرات الحياة والتفاعل معها ومواجهتها بالأساليب والأنماط الصحية الكفيلة بتحقيق السلامة للروح والأبدان.وبما أن الحياة إدارة، والإدارة جدارة، ونجاحها يتطلب وضع خطة إستراتيجية مرنة من خلال رؤية واضحة للوصول إلى الهدف في وقت معين، حيث ترتبط جودة الغاية في ذلك بجودة الوسيلة،ومما ينبغي التأكيد عليه أن الهدف من تطبيق مفاهيم الجودة لا يرتبط بتغيير نمط الحياة من أجل الوصول إلى المثالية الجادة المملة التي قد تعيد الشخص إلى ما كان عليه، بل إن تبني ذلك يرتبط بتبني منهجية التدرج في خطوات التغيير من أجل تحقيق سيادة للأنماط والعادات الصحية على الأنماط والعادات غير الصحية، ولاشك أن ذلك كله يتطلب منا العزم على التغيير أولاً ،ومن ثم الاستعانة بالمختصين ممن يستطيع تحقيق نقطة التحول لاتخاذ الخطوة الجريئة الأولى ومن أجل بداية طريق التغيير الإيجابي المرن الذي ينتهي بالاستمتاع بالحياة الجديدة، بل والعمل على نشر هذه الخطوات الناجحة بين الناس، كي تعم الفائدة على الجميع، وذلك بحمل لواء هذه الثقافة التي من شأنها دعم حفظ الأمانة التي استأمن

وحتى يكون للجودة الشاملة وجود في مجال التطبيق الفعلي لا بد من توافر خمسة ملامح أو صفات للتنظيم الناجح لإدارة الجودة الشاملة :

1 ـ حشد جميع العاملين داخل المؤسسة بحيث يدفع كل منهم بجهده تجاه الأهداف الإستراتيجية كل فيما يخصه.

2 ـ الفهم المتطور والمتكامل للصورة العامة لأسس الجودة الموجهة لإرضاء متطلبات "العميل" والمنصبة على جودة العمليات والإجراءات .

3 ـ قيام المؤسسة على فهم العمل الجماعي .

4 ـ التخطيط لأهداف لها صفة التحدي القوي ، والتي تلزم المؤسسة وأفرادها بارتقاء ملحوظ في نتائج جودة الأداء .

5 ـ الإدارة اليومية المنظمة للمؤسسة من خلال استخدام أدوات مؤثرة وفعالة لقياس القدرة على استرجاع المعلومات والبيانات ( التغذية الراجعة )

لماذا الجودة الشاملة ؟

·         لحفظ ما يقارب من 45 % من تكاليف الخدمات التي تضيع هدرا بسبب غياب التركيز على الجودة الشاملة .

·          المنافسة الشديدة الحالية والمتوقعة في ظل العولمة .

·          متطلبات وتوقعات العملاء في ازدياد مستمر .

·          متطلبات الإدارة لخفض المصروفات ، والاستثمار الأمثل للموارد البشرية والمادية .

·         متطلبات العاملين فيما يخص أسلوب وجودة العمل .

·   تعديل ثقافة المؤسسات التربوية بما يتلاءم وأسلوب إدارة الجودة الشاملة ، وايجاد ثقافة تنظيمية تتوافق مع مفاهيمها

وآخر الكلام ماقل ودل فنقول ..."أن الجودة لن تتم ما لم يكن هناك قيادة ومسح شامل وخطط عمل وتقويم لتلك الخطط"

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق