السبت، 12 أبريل 2014

علاقات متمردة


يتعامل الكثير مع العلاقات الاجتماعية على أنها تحصيل حاصل، باعتبارها نتاجاً طبيعياً لحركة التواصل التي يعيشونها، وأن هذه العلاقات تتكون في حياتهم كنتيجة حتمية لصلات القرابة ولتواصلهم مع اناس اخرين في محيطهم ....
ضعفت هذه العلاقات الطبيعية
وبدلا من التقارب والتآلف زاد النفور والتباعد
والسبب يعود الى وسائل التواصل الاجتماعي والتي هي ابعد ما تكون عن هذا الاسم فحلت الأجهزة والهواتف الذكية مكان الأبوين  لكثرة مكوث الأبناء أمام هذه الأجهزة والتفاعل معها..
لكنَّ التعامل مع هذه الأجهزة أضعف علاقة الأبناء بوالديهم...
 وانتشرت أمراض نفسية بينهم؛ مثل:
الاكتئاب، وحب العزلة، والانطوائية، وقلت قابليتهم لقبول قيم المجتمع، وثوابت الدين، وحلت محلها قيم رواد ومستخدمي أجهزة التكنولوجيا..
 وعندما نقضي وقتًا طويلاً في التعامل مع الوسائل التكنولوجية - وعلى الجانب الآخر نقضي وقتًا أقل في التعامل مع الأشخاص الحقيقيين - فإنه يجعلنا نفقد تدريجيا المهارات الأساسية في التعامل الاجتماعي مع الناس...
 كما نفقد القدرة على قراءة وفَهم التعبيرات على وجوه الناس، والتي تظهر أثناء المحادثة معهم.
وفي العديد من المناسبات الاجتماعية والدينية يكتفي البعض بإرسال رسالة جوال قصيرة بدلا من الزيارات الاجتماعية، لتكفيه عنت الزيارة وتكاليفها المادية. وكأنه بهذه الرسالة أدى الواجب المنوط به تجاه الأقارب والأصدقاء. كذلك تم توظيف تلك الوسائل بشكل سلبي في تدمير الاستقرار الأسري.

اما التمرد في العلاقات الزوجية
فيجب ان يكون لها نمط اخر يختلف عن العلاقات الاجتماعية الأخرى
لأنها اساس حياة اسرية وبنية جديدة في المجتمع
تحتاج الى الرعاية والاهتمام ...
للأسف بدأت هذه العلاقات في التمرد والخروج عن المألوف لأسباب مختلفة تتعلق بالطرفين
...كثر الطلاق.... والهجر .... والخلافات...ومن اجل ماذا ؟؟
عدم التفاهم ...وعدم الوصول الى نقطة الوسط ...
وغياب التجاذب بين الطرفين ..
وافتقاد روح المسؤولية ...
وادخال الأذن الثالثة بينهما..
. ومن اجل علاقة زوجية ناجحة نوعا ما عليك بالحذر من أن تعطيه أكثر من اللازم في كل شيء لأن الزيادة كالنقصان..
ولا تجعلي حياتك تدور حولة وكأنه الهالة الوحيدة التي تحيط بك
بل اجعلي اكثر من هالة حولك
ابني لنفسك حياة اجتماعية متنوعة ...
اشغلي نفسك باهتماماتك واجعلي لها نصيب من وقتك كوني انت كما انت لا تتغيري من اجل احد بل هناك ما يسمى الاتفاق وتقريب وجهات النظر واجعلي نصب عينيك ان الاختلاف لا يفسد للود قضية بل ينتج الكثير من الحلول المختلفة والخيارات المتعدد تسمح لك بالاختيار...
كنا ندرس في مناهجنا مع نصائح امهاتنا  مقولة
- كوني له امة يكن لك عبدا -
وكان هذا بمقياس زمن اخر غير مقاييس اليوم،
فاليوم
كوني مثقفة متفهمة واعية مدركة ملتزمة محاورة -وليس مجادلة -
اضمني له حريته لتضمني حريتك وتحركي من خلالها في نطاق المعقول
كوني مستمعة جيدة واعطية فرصته في الحوار والنقاش
وخلال ذلك واثناء حوارة لك لا تنسي ان تكون عينيك في عينية ليشعر بالاهتمام ولتفكري في طريقة الرد بطريقة حوارية هادئة
اشعرية بالتميز مع تميزك امامة بشخصيتك الجذابة وارائك السديدة وحاولي ان تكوني على طبيعتك في كل شيء، بذلك اضمن لك انه سيكون الزوج الذي تحلمين به .


نوعا اخر من العلاقات المتمردة ...
فتكوين الصداقات اشبه بالمستحيلات في زمن غلبت علية المصلحة والأنانية وحب الذات وعموم شعار انا ومن بعدي الطوفان
تمردت هذه العلاقة ايضا كغيرها من العلاقات الاجتماعية
اصبحت الوحدة تلازم اغلب ابنائنا لأنها اصبحت في غير مرضاة الرحمن
فالحب في الله هو الباقي والأجمل والأدوم وما غير ذلك فهو حب مصلحة ومرتبط بوقت معين ...
تحتاج الصداقة الى التفائل الابتسام تقديم العون الايثار الاستماع للطرف الأخر تصديقه
اظهري الاهتمام واكثري السؤال عنها
لا تتوقعي المثالية منهم بل قدمي ما لديك واتركي ردود الفعل...
لا تحلليها على هواك بل التزمي بالظن الحسن
كوني واثقة من نفسك وقدراتك ومهاراتك حتى لا يحاول من حولك الحط من شانك سامحي نفسك ومن حولك واعملي دائما فلترة للقلب ليبقى سليما
كوني شجاعة وثابته في ارائك قوية في حجتك
لا تغيري شخصيتك من اجل احد ولا تقلدي الغير 
كوني انت كما انت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق