الأحد، 29 سبتمبر 2013

نساء من بلادي

ابنة بلادي الحرة الفخورة بدينها ثم بوطنها ...الفخورة بعباءتها وحجابها، الحريصة عليه المتمسكة به،... انها تلك السيدة الفاضلة  التي  تشعر أن واجبها تجاه بلادها ونساء وطنها بشكل عام، والمبدعات منهن بشكل خاص لا ينتهي
(إن خلف هذا الحجاب إبداع مميز... لنساء مميزات، هن بنات الصحراء المقبلات من الجزيرة العربية... من المملكة العربية السعودية...). إبداع أفرغ أفواه علماء الغرب من رجال ونساء وكيف لا يكونون كذلك وقد تفوقت عليهم نساء سعوديات أنجبتهن الصحراء... وأرضعتهن رمال الجزيرة العربية..
فالمرأة السعودية صاحبة تجربة ذات خصوصية اجتماعية وثقافية، وهي رغم ما تواجهه من صعوبات في التجربة تفاجئنا كل يوم بانتصار جديد في مجال مختلف وإبداع جميل تستفيد منه البشرية كلها وليس المملكة فقط.
ولو رجعنا بالذاكرة قليلا الى الوراء و إلى ما قبل عام ١٣٨٠ هـ /١٩٦٠ م / وهو العام الذي أقرت الدولة فيه حق التعليم للفتاة بعد عشرين عاما من أتاحته للبنين . لرأينا أن المهمة ا لم تكن سهلة في ظل مجتمع محافظ. ولتسهيل قبول المجتمع لهذا النوع من التعليم كبادرة أولى  قام بإسناد  أدارته إلى هيئة دينية مكونة من كبار العلماء يتزعمها مفتي الديار السعودية. ونصت  وثيقة تعليم الفتاة على الآتي:
الحمد لله وحده وبعد .. فقد صحت عزيمتنا على تنفيذ رغبة علماء، الدين الحنيف في المملكة في فتح مدارس لتعليم البنات العلوم الدينية من قرآن وعقائد وفقه وغير ذلك من العلوم التي تتماشى مع عقائدنا الدينية إدارة المنزل وتربية الأولاد وتأديبهم مما لا يخشى منه في العاجل أو الآجل أي تأثير على معتقداتنا الدينية ... وقد أمرنا بتشكيل هيئة من كبار العلماء ... لتنظيم هذه المدارس ووضع برامجها ومراقبة حسن سلوكها وتكون مرتبطة بسماحة المفتي على أن يختار من المدرسات من أهل المملكة اللاتي يتحقق فيهن حسن العقيدة وصدق الإيمان ويضم للهيئة ما سبق فتحه من مدارس وتكون جميعها مرتبطة أشرافا وتنظيما تحت هذه اللجنة ...."
واذا حللنا هذا النص تحليلا تاريخيا وجدنا حقائق مهمة كان لها أقوى الأثر في سياسة تعليم الفتاة السعودية
التركيز على  الدراسات الدينية والنظرية مع بعض المناهج الأخرى والتي تتركز حول بعض العلوم المنزلية التي تعدها فقط لممارسة دورها الاجتماعي في منزلها.
•ان  الهيئة الإدارية المشرفة على هذا التعليم كانت هيئة دينية لا تربوية ترتبط بالمفتي العام للبلاد
• الحرص على إتاحة العمل للسعوديات في قطاع التعليم حتى يتسنى أيجاد طاقم يدرس في مدارس البنات .
• التأييد على تعميم مدارس البنات في عموم المملكة
•لكن  ومن خلال مراجعة الأسس العامة التي يقوم عليها التعليم بشكل عام في المملكة يتضح :
• - تأييد التصور الإسلامي فيما يتعلق بنظام التربية والتعليم
• -التأييد على الحق الإسلامي في طلب العلم لكل فرد بغض النظر عن جنسه
• - التأييد على الاستفادة من كافة العلوم والمناهج العلمية والتطبيقية وربط التعليم بالخطط التنموية للبلاد .  فأحدثت الخطط التنموية المتتالية هزات اجتماعية وثقافية عميقة غيرت من نظرة المرأة إلى نفسها والى أدوارها ، كما غيرت من نظرة الرجل إلى الأدوار المتوقعة منها ، ومما يفترض أيضا أن  يغير من نظرة المجتمع وتوقعاته
• وفي هذا الإطار فأن المرأة أعدت وهيأت لشغل الأدوار المؤثرة في رسم سياسات جديدة في البناء الاجتماعي
ولذلك فأن المرأة السعودية أبدعت في مجالات إنسانية شتى، وفي مختلف العلوم والمجالات فلم تعد فقط مقتصرة وظيفتها على الجانب التعليمي بل خرجت من المحلية الى العالمية فوقفنا مدهوشين عند إبداعها  في المجال الطبي...و الأدبي والإعلامي  والتصميم والمحاماة   الأعمال والابداع والابتكار والتطوع  ومن ثم  ظهرت لنا المواهب في تخصصات اخرى اكثر احترافية وخصوصية . فقدمن هؤلاء  النساء الكثير الكثير للوطن فهن كنوز وطنية تستحق التقدير والاحترام والشكر .
ومن هذا المنبر من جامعتي  جامعة الأميرة نورة مركز الابداع والتميز  والاشعاع العلمي  نقول  لكل سيدة سعودية داخل وخارج الوطن  ابدعت وتقدمت وأنجزت وأعطت لبيتها ووطنها ...شكرا ....نقولها من القلب الي القلب ... شكرا .....لتجاوزكن الصعاب ....شكرا..... لا بداعكن ....وشكرا لتقديم القدوة للبحث والجد والابتكار .
*وأخيرا  آمل من هذا الصرح التعليمي  النسائي  وغيرة من المنارات التعليمية وكما هو متوقع  من احتواء بناته المبدعات والمتميزات ليخرجن الى المجتمع وهن محملات بسلاح العلم والثقافة والتميز مع اكسابهن المهارة الازمة لتؤدين واجباتهن الوطنية بكل جدارة .
و أقترح انشاء مشروع  لبرنامج خاص بالطالبات لتفعيل إسهامهن في العمل التطوعي قائم على إنشاء مراكز تطوعية  في المدارس  والجامعات تختلف في منهاجيتها وآلياتها بما يتماشى مع المرحلة العمرية. من أجل خلق وعي جماعي بمفهوم العمل التطوعي ودوره في الخدمة الاجتماعية والتنمية البشرية وتفعيل هذا الوعي ضمن برامج وخطط وآليات للاستفادة منه.
كما آمل أيضا  إعداد مؤتمر عالمي نسائي على أرض الوطن  تترأسه جامعة الأميرة نورة باعتبارها اكبر مؤسسة تعليمية انثوية ، نعمل من خلاله على تصحيح الصورة المقلوبة لنا كنساء متمسكات بانتمائنا الإسلامي وفخورات بوطننا... و فرصة لمشاهدة الواقع الذي نعيشه لعلنا نجد منهن منصف يقول كلمة حق فينا.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق